Support Bitcoin du Liban

The Biggest Lebanese educational community

Donate

كتاب معيار البيتكوين – د. سيف الدين عموص

كتاب معيار البيتكوين – د. سيف الدين عموص
كتاب معيار البيتكوين هو مرجع أساسي لكل فرد يسعى لتكوين فهم ورؤية واضحة لهذا النقد الرقمي الجديد
💡
كتابة @ArabicHodl
كتاب معيار البيتكوين - د. سيف الدين عموص - البيتكوين بالعربي
في معيار البيتكوين، يشرح خبير الاقتصاد سيف الدين عموص للقارئ التاريخ المذهل لتقنيات النقد، ويبحث بالخصائص التي أعطت تلك التقنيات دورها النقدي، وكيف خسرت هذا الدور، وما يمكن أن يعلمنا هذا عن الصفات المرغوبة للنقد، وكيف أنه تم تصميم البيتكوين ليُطوّر ويحسن هذه التقنيات. فيشرح عموص الفوائد الاقتصادية،…

تتوفر النسخة العربية للتحميل المجاني على موقع المؤلف: saifedean.com
والنسخة الورقية على موقع جملون: jamalon.com
تابع المؤلف على تويتر: saifedean@


تمهيد

في الأول من نوفمبر عام 2008، أرسل مبرمج حاسوب بالاسم المُستعار “ساتوشي ناكاموتو” بريداً إلكترونياً إلى قائمة بريدية للتشفير ليُعلن أنه أنتج “نظاماً نقدياً إلكترونياً جديداً يعمل بشكل كامل كنظام نظير إلى نظير، دون حاجةٍ لوجود طرف ثالث موثوق به”. في جوهره، قدَّم البيتكوين شبكة دفع بوساطة عملته الخاصة، واستخدَم طريقة متطورة ليتحقق الأعضاء فيها من جميع التحويلات دون حاجة للوثوق بأي عضو من أعضاء الشبكة. وتم إصدار العملة بمعدل مُحدَّد سلفاً لمكافأة الأعضاء الذين أنفقوا طاقة المعالجة للتحقق من صحة التحويلات لِتُؤمِّن بالتالي مكافأة لهم على عملهم. والأمر المذهل في هذا الاختراع هو أنه خلافاً للعديد من المحاولات السابقة الأخرى لإنشاء نقد رقمي، فقد نجح هذا الاختراع.

ويمكن فهم البيتكوين على أنه برمجيات مُوزَّعة تَسمح بنقل القيمة الاقتصادية باستخدام عملة محمية من التضخم غير المتوقع، دون الاعتماد على طرف ثالث موثوق. بعبارات أخرى، يُجري البيتكوين وظائف البنك المركزي الحديث بشكل آلي، ويجعلها قابلة للتنبؤ ويُصعِّب عملياً من مهمة تغييرها، وذلك عن طريق برمجتها في شيفرات لا مركزية مُوزَّعة على آلافٍ من أعضاء الشبكة، بحيث لا يمكن لأيٍ منهم تغيير الشيفرة دون موافقة البقية. وهذا الأمر يجعل البيتكوين المثال العملي التشغيلي الموثوق الأول عن النقد الرقمي و العملة الرقمية الصعبة.

وبالرغم من كون البيتكوين اختراع جديد من العصر الرقمي، إلا أن المشاكل التي يهدف إلى حلها، وهي مشاكل قائمةٌ منذ نشأة المجتمع البشري، تتمثل بتوفير شكل من أشكال النقد تحت سلطة صاحبه الكاملة، ومن المرجح أن يحتفظ هذا النقد بقيمته على المدى الطويل. ويُقدِّم هذا الكتاب تصورا لهذه المشاكل بناءً على سنوات من دراسة هذه التكنولوجيا والمشاكل الاقتصادية التي تحلُّها، وكيف توصَّلَت المجتمعات سابقا إلى حلول لها عبر التاريخ. وقد يُفاجئ استنتاجي أولئك الذين يصفون البيتكوين بأنه عملية احتيال أو خدعة من قِبَل المضاربين أو المروجين من أجل تحقيق ربحٍ بزمنٍ قياسي، لكن البيتكوين يطوِّر فعلاً من الحلول السابقة لِ “مخزون القيمة”، وقد يتفاجأ المشككون في البيتكوين بمدى ملائمته لتأدية دور النقد السليم في العصر الرقمي.

1الجزء الأول من الكتاب يشرح النقد ووظائفه وخصائصه. وكخبير اقتصادي لي باعٌ طويل في مجال الهندسة، سَعَيتُ دائماً إلى فهم التقنيات من حيث المشاكل التي تهدف إلى حلها، الأمر الذي يسمح بتحديد جوهرها الوظيفي وفصلها عن الخصائص العرضية، والتجميلية وغير الجوهرية. فمن خلال فهم المشاكل التي يحاول النقد حلها، يصبح بالإمكان توضيح العوامل التي قد تجعل النقد سليما أو غير سليم، ثم يمكن تطبيق ذلك الإطار التصوري لفهم السبب والطريقة التي مكَّنت سلع مختلفة كالأصداف البحرية، والخرز، والمعادن والنقود الحكومية من تأدية دور النقد. ويمكن أيضا فهم السبب والطريقة التي أدت إلى فشلها في ذلك أو خدمتها لأهداف المجتمع لحفظ القيمة وتداولها.

2والجزء الثاني من الكتاب يناقش الآثار الفردية، والاجتماعية والعالمية لأشكال النقد السليم والنقد غير السليم عبر التاريخ. فالنقد السليم يدفع الناس للتفكير بالمستقبل البعيد وللادخار واستثمار المزيد للمستقبل. والادخار والاستثمار على المدى الطويل هما أساس تراكم رأس المال وتَقدُّم الحضارة البشرية. فالنقد هو نظام المعلومات والقياس للاقتصاد، والنقد السليم هو ما يسمح للتجارة والاستثمار وريادة الأعمال بالمُضي قدما على أساس متين، بينما يضع النقد غير السليم هذه العمليات بحالة من الفوضى. يجدر الإضافة أن النقد السليم هو عنصر أساسي في مجتمع حر وذلك لأنه يوفر حصانةً فعالةً ضد الحكومات الاستبدادية.

3القسم الثالث من الكتاب يشرح آلية عمل شبكة البيتكوين وخصائصها الاقتصادية الأبرز، ويحلل الاستخدامات المُحتمَلة للبيتكوين كشكل من أشكال النقد السليم، ويناقش بعض الاستخدامات التي لا يخدمها البيتكوين بفعاليّة، إضافة إلى تسليط الضوء على أبرز المفاهيم والاعتقادات الخاطئة المرتبطة به.

كُتب هذا الكتاب لمساعدة القارئ على فهم اقتصاديات البيتكوين بكونه تكرار رقمي للعديد من التقنيات التي استُخدمت لتؤدي دور النقد عبر التاريخ. إن هذا الكتاب ليس إعلانًا أو دعوة لشراء عملة البيتكوين، بل على العكس، من المرجح أن تبقى قيمة البيتكوين متقلِّبة على الأقل لفترة من الزمن؛ حيث قد تنجح شبكة البيتكوين أو تفشل لأية أسباب متوقعة أو غير متوقعة؛ وسيتطلَّب استخدامها كفاءة تقنية، وسيحوط بها مخاطر قد تجعلها غير مناسبة للعديد من الناس. فلا يُقدِّم هذا الكتاب نصيحة استثمارية، لكنه يهدف إلى المساعدة في توضيح الخصائص الاقتصادية للشبكة وآلية عملها ليقدم للقرَّاء معلوماتٍ مفيدة قبل أن يتخذوا قرارا بشأن استخدامها.

ولا يجب أن يفكر أي شخص بامتلاك مخزون من البيتكوين إلا بوجود معرفة ودراية مُوَسَّعة، وبعد بحث واسع وشامل في الجوانب التشغيلية العملية لامتلاك وتخزين البيتكوين. فقد يبدو البيتكوين استثمارا لا يحتاج ذكاءً نظرا إلى ارتفاع قيمته السوقية، إلا أن النظر في العدد الضخم من الاختراقات، والهجمات، والفشل الأمني وعمليات الاحتيال التي كلَّفت الناس ممتلكاتهم من البيتكوين، يشكِّل تحذيرا لأي شخص يعتقد أنَّ امتلاك البيتكوين سيوفر ربحا مضمونا.ً فإذا كنتَ تعتقد أنك عندما تنتهي من قراءة هذا الكتاب أن عملة البيتكوين تستحق الامتلاك، فلا يجب أن يكون استثمارك الأول هو شراء البيتكوين، بل يجب أن يكون بتمضية الوقت في فهم كيفية شراء وتخزين وامتلاك البيتكوين بشكل آمن، وذلك لأن طبيعة البيتكوين الجوهرية تكمن في أنك لا تستطيع استخدام طرف آخر أو الاستعانة بمصادر خارجية للوصول إلى هذه المعرفة. فليس هناك بديل للمسؤولية الشخصية لأي شخص مهتم باستخدام هذه الشبكة، وهذا هو الاستثمار الحقيقي الذي يجب القيام به للدخول في عالم البيتكوين.